للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرجل درجة الصَّالحين حتى يجوز ست عقبات:

أوله: يغلق باب النعمة، ويفتح باب الشِّدة.

والثاني: يغلق باب العز، ويفتح باب الذُّل.

والثالث: يغلق باب الراحة، ويفتح باب الجهد.

والرابع: يغلق باب النوم، ويفتح باب السهر.

والخامس: يغلق باب الغنى، ويفتح باب الفقر.

والسادس: يغلق باب الأمل، ويفتح باب استعداد الموت (١). انتهى.

ومع هذا لا بد من طلب التوفيق والمعونة من الله تعالى على سلوك طريق الصَّالحين؛ ألا ترى إلى قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)} [الفاتحة: ٥].

وقال شعيب عليه السلام: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (٨٨)} [هود: ٨٨]؛ أي: وما توفيقي في صلاح نفسي المفهوم من قوله: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ}، وإلى إصلاح مَنْ سِوَايَ إلا بالله.

وقوله: {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ} [هود: ٨٨]؛ أي: لنفسي ولكم، لكن لا يتم لي ذلك إلا بالتوفيق من الله تعالى.


(١) رواه القشيري في "رسالته" (ص: ١٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>