للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولاحظت فيه مع مراعاة الإيجاز والتقريب طريق الاستيفاء، ولم آلُ جهداً في تحرير معانيه - كان رَقَتْ - ولا في تنوير مبانيه - وإن انقادت إليه في الزمن اليسير، وحُقَّتْ - وذلك بفضل الله الذي يؤتي فضلَه من يشاء، ويخص مَن شاء بما شاء.

وإني - وإن كنت في نفس الأمر مقصراً عن مقامات المحققين، وعن صعود هذا القصر - فقد أنجد من رأى حصناً، وكاد الباسل أن يظفر بهمته باليتيمة العصماء.

وما الباعث لي على الإقدام على مزاحمة الأئمة الأعلام في جمع المؤلفات النافعة والكتب الجامعة، إلا أني شاهدت أن فضل ربي لا يختص بزمان، وأن المبرز في الفضل في علم الله تعالى عند حضور السباق في مضمار الرهان متقدم في حلبة الموفَّقين - وإن تأخر زمناً -، بذلك قضى أهل الحكمة إلا من كان أجبنَ من صَافر، أو أحمقَ من ربيعة البَكَّاء.

فلا غَرو أقدمت على الركض في ميدان العرفان، ولم أقدم رِجْلاً، وأؤخر أخرى، وقلت: لعمري إن امتطاء الهمم في قطع الأوهام، ومنع الإحجام عن التوصل إلى حظائر القدس؛ أحق من النزول والركود في حضيض الخمول والخمود، لمن يريد حصول الأنس وأحرى.

وخاطبتُ سائلتي عن وجه الحكمة حين وقفت على سابلتي بهذه

<<  <  ج: ص:  >  >>