للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى هو وأبو نعيم عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ أَغْبَطَ أَوْلِيائِي عِنْدِي مُؤْمِنٌ خَفِيفُ الْحاذِّ (١)، ذُو حَظٍّ مِنْ صَلاةٍ وَصِيامٍ، أَحْسَنَ عِبادةَ رَبِّهِ عز وجل وَأَطاعَهُ في السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ، وَكانَ غامِضاً في النَّاسِ لا يُشارُ إِلَيْهِ بِالأَصابعِ، وَكانَ عَيْشُهُ كفافاً، وَصَبَرَ على ذَلِكَ، فَعُجِّلَتْ مَنِيتُهُ، وَقَلَّتْ بَواكِيهِ، وَقَلَّ تراثُهُ" (٢).

ورواه الإمام أحمد، والبيهقي، ولفظه: "إِنَّ أَحْسَنَ أَوْلِيائِي عِنْدِي مَنْزِلَةً رَجُلٌ ذُو حَظٍّ مِنْ صَلاةٍ، أَحْسَنَ عِبادةَ رَبهِ في السِّرِّ، وَكانَ غامِضاً في النَّاسِ لا يُشارُ إِلَيْهِ بِالأَصابعِ، عُجِّلَتْ مَنِيَّتُهُ، وَقَلَّ تُراثُهُ، وَقَلَّتْ بَواكِيهِ" (٣).

قلت: ولا شك أن من كان من أولياء النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو من أولياء الله تعالى.

وقلت في معناه: [من الوافر]


(١) الحاذ: بطن الفخذ، وقيل هو الظهر، والموضع الذي يقع عليه اللبد من ظهر الفرس يقال له: حاذ، والمراد في الحديث: القليل الحظ من الدنيا.
(٢) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٧٨٢٩)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ٢٥).
(٣) رواه الإِمام أحمد في "المسند" (٥/ ٢٥٥)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٥/ ٣٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>