للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالفرقة الناجية مخالفة للاثنين وسبعين فرقة الهالكة، ولها في مقابلة مخالفة كل فرقة منها أجر، وهم متفاوتون في أجورهم؛ فالناشئ في العلم والعبادة ناشئ على مخالفة هذه الفرق، فله في مقابلة مخالفته لكل فرقة أجر صديق.

وإنما ضوعف أجره لثباته ورسوخه على الحق منذ نشأته إلى آخر أمره بخلاف غيره ممن لم ينشأ على ذلك، فتأمله!

وروى الطبراني في "الأوسط" عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ جَاءَهُ أَجَلُهُ وَهُوَ يَطْلُبُ العِلْمَ لَقِيَ الله وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّيْنَ إِلاَّ درَجَةُ النُّبُوَّةِ" (١).

وأخرجه الخطيب، ولفظه: "مَنْ جَاءَهُ أَجَلُهُ وَهُوَ يَطْلُبُ العِلْمَ لِيُحْيِيَ بِهِ الإِسْلامَ لَمْ يَفْضُلْهُ النَّبِيُّونَ إِلاَّ بِدرَجَةٍ" (٢).

وأخرجه ابن عساكر من حديث الحسن رحمه الله مرسلاً، وابن النجار عنه، عن أنس، ولفظه: "لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَنْبِيَاءِ إِلاَّ دَرَجَة فِيْ الْجَنَّةِ" (٣).

وهذه مرتبة الصديقين؛ لأنها بين النبوة والشهادة.


(١) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٩٤٥٤). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ١٢٣): فيه محمَّد بن الجعد، وهو متروك.
(٢) رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (٣/ ٧٨).
(٣) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٥١/ ٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>