للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى من يعلِّم الحكمة أن لا يلقنها إلى غير أهلها كما روى الإِمام أحمد في "الزهد" عن عكرمة قال: قال عيسى بن مريم للحواريين: يا معشر الحواريين! لا تُلْقُوا اللؤلؤ للخنزير فإنه لا يصنع به شيئًا، ولا تعطوا الحكمة من لا يُريدها فإنَّ الحكمة أحسن من اللؤلؤ، ومن لا يريدها شر من الخنزير (١).

وعلى من يعلِّمها ويمليها ومن يسمعها ويستمليها أن لا يقصدا غير وجه الله تعالى، ولا يتطلعا لغرض نفساني ولا غرض دنياوي.

وروى أبو نعيم عن أبي العالية في قوله تعالى: {وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا} [البقرة: ٤١] قال: لا تأخذ على ما علمت أجرًا؛ فإنَّما أجر العلماء والحكماء على الله.

قال: وهم يجدونه مكتوبًا عندهم: يا ابن آدم علم مجانًا كما عُلمت مجاناً (٢).

وروى عبد الله ابن الإِمام أحمد في "زوائد الزهد" عن عمران الكوفي قال: قال عيسى بن مريم عليهما السلام للحواريين: لا تأخذوا من الناس على ما تعلمون إلا مثل ما أعطيتموني (٣).

وروى الديلمي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:


(١) رواه الإِمام أحمد في "الزهد" (ص: ٩٣).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ٢٢٠).
(٣) ورواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>