للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ عِلْمَا فَبَخِلَ بِهِ عَنْ عِبَادِ اللهِ وَأَخَذَ عَلَيْهِ طَمَعًا، وَاشْتَرَىْ بِهِ ثَمَنًا، فَذَلِكَ يُلْجَمُ يَوْمَ القِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ، وَيُنَادِيْ مُنَادٍ: هَذَا الَّذِيْ آتَاهُ عِلْمَا فَبَخِلَ بِهِ عَنْ عِبَادِ اللهِ وَأَخَذ عَلَيْهِ طَمَعًا وَاشْتَرَىْ بِهِ ثَمَنًا، وَذَلِكَ حَتَّى يَفْرغُ مِنْ الحِسَابِ" (١).

الفائدة العاشرة: الصبر على أخلاق النساء، واحتمال الأذى منهن، وفي ذلك تمرين النفس على احتمال الأذى من عامة الناس، وذلك من أخص أخلاق الأنبياء عليهم السلام.

وقد قصَّ الله تعالى علينا خيانة امرأة نوح وامرأة لوط بهما، ولم تكن خيانتهما لهما زنا، إنما كانت من حيث الأذى لهما (٢)، فصبرا حتى كفاهما إياهما الله تعالى.

وقد صبر زكريا عليه السلام على خُلق امرأته حتى أصلحها الله تعالى له، كما قال - عز وجل -: {وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ} [الأنبياء: ٩٠] روى الحاكم وصححه، عن ابن عباس - رضي الله عنه -: أنه قال في الآية:


(١) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٧١٨٧). وضعف العراقي إسناده في "تخريج أحاديث الإحياء" (١/ ٣٩).
(٢) روى الحاكم في "المستدرك" (٣٨٣٣) وغيره عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: ما زنتا؛ أما امرأة نوح، فكانت تقول للناس: إنه مجنون، وأما امرأة لوط، فكانت تدل على الضيف، فذلك خيانتهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>