للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى أبو داود، والبيهقي في "سننيهما" عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "آمِرُوْا النِّساءَ فِيْ بَناتِهنَّ" (١).

وآمروا -بالمد -أي: اجعلوهن أمراء.

وذكر الإِمام أبو طالب المكِّي، وحجة الإِسلام الغزالي، وأبو حفص السُّهروردي: أنَّ إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى قال: من تعوَّد أفخاذ النِّساء لا يفلح (٢).

والمراد: أن يتعود أفخاذهن عَادة تشغله عن طاعة الله، أو توقعه في معصية الله، لا مجرد العود إلى الاستمتاع بهن؛ لأنَّ هذا يفعله الأنبياء والصدِّيقون.

وروى أبو نعيم عن خلف بن تميم قال: سمعت سفيان الثَّوري يقول: من أحبَّ أفخاذ النِّساء لم يفلح (٣). أي: حبًّا يدعو إلى مخالفة أمر الله تعالى.

كما حكي: أنَّ أعرابيًّا راود امرأة عن نفسها، فلمَّا قعد منها مقعد النَّاكح أدركته العناية، فقام عنها، فقالت: ما لَكَ؟ ، قال: إنَّ رجلًا باع جنَّة عرضها السماوات، والأرض بمقدار ما بين فخذيك لمغبون (٤).


(١) رواه أبو داود (٢٠٩٥)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٧/ ١١٥).
(٢) انظر: "قوت القلوب" لأبي طالب المكي (٢/ ٣٩٨)، و"الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" للخطيب البغدادي (١/ ١٠٣).
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٧/ ١٢).
(٤) رواه الخرائطي في "اعتلال القلوب" (ص: ٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>