للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأما محبتهن للعطف عليهن والشفقة بهن لأنهنَّ خلقن من ضِلَع عوجاء، أو لتأدية السنَة، وتنفيذ الحكمة، وطلب الولد، فهذا من جملة مسالك النجاح، ومدارك الفلاح، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "حُبِّبَ إِليَ مِنْ دنيَاكُمُ النِّساءُ، وَالطيبُ، وَجُعِلَتْ قُرةُ عَيْنيَ فِيْ الصَّلاة". رواه الإِمام أحمد، والنَّسائي، والحاكم، والبيهقي من حديث أنس - رضي الله عنه - (١).

وتأمل في قوله: "مِنْ دنياكُمْ"؛ إذ فيه إبعاد عن إضافة الدُّنيا إليه؛ فإنَ محبة الدُّنيا بحيث يؤثرها على شيء مما أمر به؛ فإنها قد تحول بين العبد وبين الفلاح، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كَيْفَ تُفْلحُ وَالدُّنْيا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَحْنَىْ النَاسِ عَلَيْكَ؟ " رواه الخطيب من حديث جابر رضي الله تعالى عنه (٢).

وروى قاضي القضاة التاج ابن السُّبكي في "طبقاته" عن الشيخ أبي عبد الرَّحمن السُّلَمي قال: قلت للأستاذ أبي سهل الصُّعْلُوكي رحمه الله تعالى في كلام يجري بيننا: لِمَ؟ فقال لي: أما علمت أنَّ من قال لأستاذه: (لِمَ) لا يفلح؟ (٣).


(١) رواه الإِمام أحمد في "المسند" (٣/ ١٢٨)، والنسائي (٣٩٣٩)، والحاكم في "المستدرك" (٢٦٧٦)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٧/ ٧٨). وصححه ابن القيم في "إغاثة اللهفان" (٢/ ١٤٠).
(٢) رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (٨/ ٣٨٠)، وحكم عليه ابن حجر بالوضع في "لسان الميزان" (٢/ ٤١٧).
(٣) رواه السُّبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" (٣/ ١٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>