وقد يؤدِّي الاستخفاف بالأستاذ، وترك الأدب معه إلى فوات الفلاح الأخروي -والعياذ بالله -، ولقد رأيت أنَّ ممَّا كان سببًا لهلاك الأمم الاستخفاف بالمرسلين، وعدم سلوك الأدب معهم، كما بيَّنت ذلك في شرحي على ألفيَّة جدّي المسمَّى بِـ:"منبر التَّوحيد".
ومن أشدِّ المعاصي حيلولة بين العبد، وترك الفلاح الابتداع في الدين، واتِّباع المبتدعين.
ولقد أحسن الإِمام ابن الإِمام أبو بكر بن أبي داود السجستاني فيما أنشده لنفسه، ورويناه عنه في "الأربعين" لأبي الفُتوح الطائي: [من الطويل]
(١) قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (١٧/ ٢٥١): ينبغي للمريد أن لا يقول لأستاذه لم، إذا علمه معصومًا لا يجوز عليه الخطأ، أما إذا كان الشيخ غير معصوم، وكره قول لم، فإنه [أي الشيخ] لا يفلح أبدًا، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: ٢].