وسافر إلى حلب مع شيخه العيثاويِّ في جماعة من مشايخ دمشق، منهم: السيدُ محمدُ بنُ عجلانَ نقيبُ الأشراف، والسيدُ إبراهيمُ بنُ مسلمٍ الصماديُّ، والسيدُ أحمدُ بنُ على الصفوريُّ، في آخرين، إلى الوزير محمد باشا؛ بقصد رفع التكليف عن أهل دمشق بسبب سفر العجم الواقع ذلك في سنة خمس وعشرين وألف.
ولما وُجِّهَتْ عنه الشاميةُ للشمس الميداني - كما ذكرناه في ترجمة الميداني -، سافر إلى الروم في سنة اثنتين وثلاثين وألف، وقُرِّرَ في المدرسة، إلى أن جاء الميدانيَّ تقريرٌ آخر، فاشتركا في المعلوم، ثم لم تمض سنة حتى مات الميداني، فاستقل بالمدرسة، وجلس مكان الميداني تحت القبة في الجامع الأموي لإقراء "صحيح البخاري" في الأشهر الثلاثة: رجب، وشعبان، ورمضان، ورَأَس الرياسة التامة، ولم يبق من أقرانه الشافعية أحدٌ، وهَرَعَتْ إليه الناس والطلبة، وعظم قدرُه، وبَعُدَ صيتُه، وكان قارئُ الدَّرس بين يديه السيدَ أحمدَ بنَ عليٍّ الصفوريَّ، ثم الشيخَ الإمامَ رمضانَ بنَ عبدِ الحق العكاريَّ، ثم الشيخَ العالمَ مصطفى بنَ سوارٍ، وكانت مدةُ جلوسه تحت قبة