للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النسر سبعة وعشرين سنة، وهو قدرُ مدةِ المَيدانيِّ، وهو غريبُ الاتفاق، وانتفع الناس به، وأخذوا عنه طبقةً بعد طبقة، وهم في الكثرة لا يحوم الإحصاء حولهم.

وكان له بالحجاز الصِّيتُ الذائع، والذكرُ الشائع، وحكى الشيخ العالم التقي الشيخ حمزةُ بنُ يوسفَ الدُّومانيُّ ثم الدمشقيُّ الحنبليُّ - أبقاه الله تعالى - غيرَ مرة: أنه لمَّا حج في سنة تسع وخمسين وألف، كان النجم حاجاً تلك السنة، وهي آخر حجاته، وكذلك الشيخ منصور السطوحيُّ كان حاجاً، قال: وكنت في صحبة الشيخ منصور، فبينما أنا ذات يوم عند الشيخ منصور بخَلْوة عند باب الزيارة، وإذا بحسِّ ضجة عظيمة، قال: فخرجت فنظرت، وإذا بالشيخ النجم بينهم وهم يقولون له: أجزنا، ومنهم من يقول: هذا حافظ العصر، ومنهم من يقول: هذا حافظ الشام، ومنهم من يقول: هذا محدث الدنيا، فوقف عند باب الزيارة، وقال لهم: أجزتكم بما تجوز لي روايتُه بشرطه عند أهله بشرط أن لا يلحقَنا أحدٌ حتى نطوف، ثم مشى إلى المَطاف، فما وصل إليه إلا وخلفَه أناسٌ أكثر من الأول، فوقف وأجازهم كما تقدم، وقال لهم: بشرط أن لا يَشْغَلَنا أحدٌ عن الطواف، قال: فوقف الناس، وطاف الشيخ، قال: ولم يكن يطوف مع الشيخ إلا أناسٌ قلائلُ كأنما أُخلي له المَطَاف، فلما فرغ من الطواف، طَلَبوا منه الإجازة - أيضاً -، فأجازهم، ثم أرسل الشيخ منصور، ودعاه إلى الخَلْوة، فذهب، ولحقه الناس إلى باب الخلوة، وطلبوا منه الإجازة، فأجازهم، ودخل

<<  <  ج: ص:  >  >>