للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَصْلٌ

حقيقة الهوى شدة الميل إلى الشيء، والشهوة محبة الشيء والرغبة فيه.

شهيه كرضيه، وشهاه كدعاه، واشتهاه وشَهَّاه وتشهَّى: اقترح.

ولعل الهوى أبلغ من الشهوة؛ فالشهوة يمكن ردها، والهوى لا يمكن رده، أو يتعسر رده، وهو تلف وأيُّ تلف، ومن ثم قيل: [من مجزوء الكامل]

إِنَّ الْهَوى لَهُوَ الْهَوا ... نُ أُزِيْلَ عَنْهُ النُّوْنُ

ومن هنا لم يذكر الهوى في القرآن العظيم، ولا في كلام الأنبياء والحكماء إلا مذموماً.

والشهوة قد تكون مذمومة إذا استرسل فيها الإنسان، أو أكثر منها وتناولها من غير حلها، وأمَّا إذا تناولها الإنسان من حلها على الوجه الذي أذن فيه الشرع فلا يصح إطلاق الذم عليها لأنها داعية إلى قوام الطاعة وعمارة الأرض؛ إذ بها تتناول المطعومات والمشروبات، وبها قوام الأبدان، وبقوام الأبدان واعتدالها قوام العبادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>