للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الحديث: "إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا" (١).

وبها طلب النكاح والزواج، وبه يحصل التوالد وكثرة الخلق، وبهم عمارة الدنيا وقوام الدين.

ولما كان للشهوات وَقعٌ في صلاح الأمور وإقامة الدين أبقيت في دار الآخرة، ووصف بالشهوة أهل الجنة بخلاف الهوى.

قال الله تعالى: {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ} [الزخرف: ٧١].

وقال الله تعالى: {وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ} [الأنبياء: ١٠٢].

وقال تعالى: {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الواقعة: ٢١].

فالشهوة نعمة في الدنيا والآخرة إلا أن الله تعالى أطلق التنعم بها في الدار الآخرة، ولم يأذن في دار الدنيا إلا في تناول قدر الحاجة منها، ألا ترى إلى قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} [الأعراف: ٣١].

وقال تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} [البقرة: ٢٢٣].

وقال تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة: ١٨٧].

فأذن في الاستمتاع بالنساء، وحجر علينا في الاستمتاع بغيرهن، وقبح قضاء الشهوة بغيرهن بقوله - مخاطبا لقوم لوط وقد كرر ذمهم في


(١) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>