للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إِنَّ أَزْهَدَ النَّاسِ فِيْ الأَنْبِيَاءِ وَأَشَدَّهُمْ عَلَيْهِمُ الأَقْرَبُوْنَ".

وذلك فيما أنزل الله {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: ٢١٤] إلى آخر الآية.

ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ أَزْهَدَ النَّاسِ فِيْ الْعَالِمِ أَهْلُهُ حَتَّى يُفَارِقَهُمْ، وإنَّهُ لَيَشْفَعُ فِيْ أَهْلِ دارهِ وَجِيْرَانِهِ، فَإِذَا مَاتَ جَلا عَلَيهم مِنْ مَرَدَةِ الشَّيَاطِيْنِ أكْثَرُ مِنْ عَدَدِ رَبِيْعَةَ وَمُضَرَ قَدْ كَانُوْا مُشْتَغِلِيْنَ بِهِ؛ فَأكثِرُوا التَّعَوُّذَ بِاللهِ مِنْهُمْ" (١).

وروى الإمام عبد الله بن المبارك في "الزهد" عن خيثمة رحمه الله تعالى قال: إن الله تعالى ليطرد بالرجل الشيطان من الآدر؛ أي: الدور (٢).

وذلك بطاعة الله تعالى وكثرة ذكره، أو بالصمت والإعراض عنه مع الاشتغال بالقلب بالله تعالى، فيحوم الشيطان فلا يجد له في قلب ولي الله تعالى مساغاً، فيخسأ عنه وعن من في جيرته وحمايته ببركة صمته.

وروى أبو يعلى عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ؛ فإنَّهَا جِمَاعُ كُلِّ خَيْرٍ، وَعَلَيْكَ بِالْجِهَادِ؛


(١) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٧/ ٢٩١).
(٢) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ١١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>