للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وأبو سلمة، فبينما هم عندها وقد أغمي عليها إذ سمعوا نفيضًا من السقف، فإذا ثعبان أسود قد سقط كأنه جذع عظيم، فأقبل يهوي نحوها إذ سقط رق أبيض فيه مكتوب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، من رب عكب إلى عكب، ليس لكم على بنات الصالحين سبيل، فلما نظر إلى الكتاب سعى (١) حتى خرج من حيث نزل (٢).

وروى ابن المبارك في "الزهد"، وابن أبي الدنيا عن عطاء بن يسار رضي الله تعالى عنه قال: تبدى إبليس لرجل عند الموت، [فقال: نجوت مني]، فقال: ما نجوت منك بعد (٣).

وقال الإمام عبد الله ابن الإمام أحمد رحمة الله عليهما: حضرت وفاة أبي، وبيده (٤) خرقة لأشد لحييه، فكان يغرق ثم يفيق، ويقول بيده: لا بعد، لا بعد، فعل هذا مراراً، فقلت له: يا أبه! أي شيء يبدو مِنك؟

فقال: الشيطان قائم بحذاي عاض على أنامله، يقول: فُتَّنِي يا أحمد، وأنا أقول: لا بعد حتى أموت (٥).

وحكى القرطبي في "التذكرة" عن شيخ شيخه أحمد بن محمد


(١) في "مصائد الشيطان": "سما" بدل "سعى".
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "مكائد الشيطان" (ص: ٢٧).
(٣) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ١٠٤). وعنده: "ما أمنتك بعد".
(٤) في "الحلية": "بيدي" بدل "بيده".
(٥) ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٩/ ١٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>