للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُظن، ولعل ذلك كان سبباً لولايته في مقابلة انكسارٍ حصل له (١).


(١) وقد كان المؤلف - رحمه الله - مبتلًى بحسد حسَّاده لعلمه، صابراً - مع الاقتدار -؛ لعفوه وحلمه؛ كما قال ابن شاشو في "تراجم بعض أعيان دمشق" (ص: ١٠٣).
وقد ذكر - رحمه الله - في كتابه هذا طرفاً من ذلك:
فقال في (١١/ ١٩٥): ومما اتفق لي في هذا المثل: أني لمَّا ابتليتُ بحسد الشيخ شمس الدين بن المنقار في أوان الطلب، وكان له تعرضٌ للناس، فداريتُه بقصيدة جاء فيها قولي:
يا شمسَ دِينِ اللهِ، يا ... مَنْ قَدْ عَلا شَمْسَ الْفَلا
فلمَّا عرضتها عليه، قبلها، وشَكَر عليها، ثم بعد شهر أو أكثر جرت بيننا وبينه قصة آلتْ إلى أن ناظرتُه فيما ظهرت فيه الحجة عليه، فشرع يعترض على ما مدحته به، ويذم، ويدعي فيه سوء التركيب، فقلت:
أتيْتُكَ يَوْماً مَادِحاً لَكَ مُطْرِباً ... وَلَمْ أَخْشَ قَوْلَ النَّاسِ عَنِّيَ لِمْ فَعَلْ
فَنافَقْتَنِي بِالشُّكْرِ حِينَ قَبِلْتَ ما ... أتيْتُ بِهِ نظماً عَلى الدُّرَرِ اشْتَمَلْ
وَبَعْدَ زَمانٍ قُلْتَ عَنْهُ بِأنَّهُ ... مَعِيبُ الْمَعانِي ثُمَّ فِي وَزْنِهِ خَلَلْ
فَقُلْتُ لِنَفْسِي إِنَّنَي أَسْتَحِقُّ ما ... تَقُولُ وَإِنْ بالغْتَ فِي القَوْلِ وَالعَذَلْ
وَما ذاكَ إِلاَّ أَنْ وَصَفْتُكَ كاذِباً ... بِشَمْسٍ، وَلَمْ أَعْلم بِأَنَّكَ ذُو عِلَلْ
وَما الشمْسُ إِلاَّ مَنْ يُضِيءُ بِنُورِه ... وَلَمْ يَكُ ذا لُؤْمٍ كَمِثْلِكَ أَوْ خَطَلْ
فَوإنيِّ وَضَعْتُ الشيْءَ غَيْرَ مَحَلِّهِ ... وَذَكَّرْتُ ذا التَّأْنِيثَ فَاسْتَنْوَقَ الْجَمَلْ
وكان ذلك في سنة أربع وتسعين وتسع مئة، وأنا دون العشرين من عمري، وكان المذكور قد تجاوز السبعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>