للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوجَّه إلى القدس قربَ موته هو والشيخُ إبراهيمُ الصماديُّ في جمعية عظيمة، ونزلا إلى الرَّملة، وزارا تلك المعاهد، ورجعا إلى دمشق، فتخلَّى النجمُ للعبادة، وتركَ التأليفَ، وبلغت به السنُّ إلى الهَرَم.

وبالجملة: فهو خاتمة حُفَّاظ الشام (١).

وكانت وفاتُه يوم الأربعاء، ثامن عشر جمادى الآخرة، سنة إحدى وستين وألف، عن ثلاث وثمانين سنة وعشرة أشهر وأربعة أيام، ودفن بمقبرة الشيخ أرسلان.

ومن غريب ما اتفق له في درسه تحت القبة: أن الشمسَ الداوديَّ كان وصل في قراءته البخاري إلى (باب: كان - صلى الله عليه وسلم - إذا صلَّى، لا يَكُفُّ شَعَراً ولا ثوباً)، ودرَّس بعده الشمسُ الميدانيّ من ذلك الباب إلى (باب: مناقب عمارِ بنِ ياسرٍ)، وتوفي، ودرَّس من بعده النجمُ إلى أن أكمله في ثلاث سنوات، ثم افتتحه وخَتَمه، وأعاد قراءته إلى أن وصل إلى (باب: البكاء على الميت).

ووقع له قبل موته بيومين: أنه طلع إلى بساتينه أوقافِ جدِّه، واستبرأ الذمةَ من الفلاحين، وطلب منهم المسامحةَ، وفي اليوم الثاني


(١) قال الحافظ المسند شمس الدين البابلي: إنه حافظ الدنيا في عصره.
انظر: "فوائد الارتحال" لمصطفى الحموي (٢/ ٤٥).
وقد وصفه الشيخ شمس الدين الغزي في "ديوان الإسلام" (٣/ ٣٨٥) بقوله: الحبر، الحافظ، شيخ الاسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>