للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد أن كنت ربًا تُعْبَدُ؟

فذلك حين خرج عليهم وجمعهم، فقال: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات: ٢٤] (١).

وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذَا أَرَادَ اللهُ بِالأَمِيرِ خَيْرًا جَعَلَ لَهُ وَزيرَ صِدْقٍ؛ إِنْ نسِيَ ذَكَّرَهُ، وإنْ ذَكَرَ أَعَانه، وإِذَا أَرَادَ اللهُ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ جَعَلَ لَهُ وَزِيْرَ سُوْءٍ؛ إِنْ نسِيَ لَمْ يُذَكِّرْهُ، وإنْ ذَكَرَ لَمْ يُعِنْهُ". رواه أبو داود، وابن حبان (٢).

وقوله: "إن نسي، وإن ذكر"، أي: إن نسي الله، وإن ذكره، أو إن ذَكَرَ خيراً، أو: ما ينفعه، أو ما فيه مصلحة.

وروى النسائي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ وَالٍ إِلاَّ لَهُ بِطَانتَانِ: بِطَانةٌ تأمُرُهُ بِالمَعْرُوْفِ وَتَنْهَاهُ عَنِ المُنْكَرِ، وَبِطَانةٌ لا تألُوهُ خَبَالاً؛ فَمَنْ وُقِيَ شَرَّهَا فَقَدْ وُقِيَ، وَهْوَ إِلَى مَنْ يَغْلِبُ عَلَيْهِ مِنْهُمَا" (٣).

وهذا -وإن كان بتيسير الله تعالى لإرادته الخير أو الشر بالأمير كما يدل عليه حديث عائشة رضي الله تعالى عنها- إلا أن للعبد فيه اختياراً، ومن ثم نهى الله تعالى عنه، عليه.


(١) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (١٠/ ٣٣٩٨).
(٢) رواه أبو داود (٢٩٣٢)، وابن حبان في "صحيحه" (٤٤٩٤).
(٣) رواه النسائي في (٤٢٠١)، وكذا الترمذي (٢٣٦٩) وصححه.

<<  <  ج: ص:  >  >>