أن يأذن له، فأذن له في يوم واحد، فلمَّا أكثر عليه قال: ما تقول؟
قال: أقرأ عليهم القرآن، وآمرهم بالخير، وأنهاهم عن الشَّر.
قال: قال عمر: ذلك الذَّبح.
ثمَّ قال: عِظْ قبل أن أخرج إلى الجمعة.
وكان يفعل ذلك يومًا واحدًا في الجمعة (١).
وإنما وقع الاختيار على هذين اليومين؛ لأنَّ يوم الجمعة كانوا يتفرغون فيه للآخرة خصوصًا أوَّل النهار، ولا شك أن سماع الذكر من أعمال الآخرة.
وأمَّا يوم الخميس فكانوا يتأهبون فيه للجمعة، وسماع الذكر والوعظ والحث على أخذ أهبتها.
الثامن عشر: أن يختار للتذكير أوَّل النهار إلى ارتفاع الشَّمس، أو آخره إلى أن تغرب.
ودليل هذا الأدب حديث أبي أمامة المتقدم.
وإنما وقع الاختيار على هذين الوقتين؛ لأنهما وقت تفرغ النَّاس من الأشغال الدُّنيوية، فيكون القلب أوعى لما يفرغ فيها، ولأن أوَّل النَّهار يرشد فيه إلى تلافي ما فات بالليل، وتدارك العمل الصَّالح فيما يستقبل من النهار، وآخره يرشد إلى تلافي ما فات فيه، واستقبال الليل بالعمل الصالح الممكن فيه.