للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التاسع عشر: أن يحضر المجلس على طهارة حسية ومعنوية، تائبًا مقلعًا، غيرَ ناوٍ سوءًا ولا غشًا، متواضعًا مستكينًا، غيرَ معجَبٍ ولا مختال، ولا راءٍ لنفسه مقامًا ولا حالًا.

ثمَّ يبدأ بحمد الله، والشَّهادتين، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويختم بالحمد والصَّلاة والسلام، ولا يذكر شيئًا حتَّى ينوي العمل به وتقوى الله فيه، وليحرض على التقوى ما أمكنه فتكون موعظته مؤثرة، وإذا حضر الوعظ ينوي موعظة نفسه قبل الحاضرين.

وأدلة الابتداء بما ذكر معروفة.

وروى أبو نعيم في "الحلية" عن عباد بن جرير، وغيره من المشايخ قال: كنا نجلس إلى صالح المُرِّي رحمه الله تعالى، فكان أول ما يبتدئ به فيقول: الحمد لله؛ فإذا أَعْيُنُ الناس قد سألت (١).

وروى الحسن بن جهضم في "بهجة الأسرار" عن محمَّد بن علي الحصريِّ رحمه الله تعالى قال: إن الرجل إذا جلس يعظ القوم نادت ملائكته: يا عبد الله! عظ نفسك بما تعظ به أخاك، واستحي من سيدك؛ فإنَّه يراك (٢).

وروى الإمام أحمد في "الزُّهد" عن مالك بن دينار رحمه الله تعالى قال: أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السَّلام: أن يا عيسى! عظ نفسك،


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٦/ ١٦٨).
(٢) وانظر: "الرسالة القشيرية" (ص: ٢٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>