للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل: وكان من بغيه أنَّ النبوة كانت في موسى، والحبورة كانت في هارون، فحسدهما.

والمعنى أنه غار على النُّبوة أن يتظاهر بها موسى.

ولا يمنع ذلك من شركة هارون معه في النبوة، وعلى الحبورة؛ أي: إفادة العلم أن يتظاهر بها هارون مع أن قارون كان قد جمع التوراة والعلم، إلا أن الناس لم يقبلوا ما عليه بالسؤال عن العلم والاستفادة منه كما أقبلوا على موسى وهارون، فحسدهما حتى جرَّه الحسد إلى البغي.

وفي الحديث: "وَإِذَا حَسَدْتَ فَلا تَبغِ" (١)؛ أي: بأن تتمنى زوال النعمة عن محسودك، أو تسعى في ضرره كما فعل قارون.

وروى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، عن ابن عبَّاس رضي الله تعالى عنهما {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى} [القصص: ٧٦] قال: كان ابن عمه، وكان يتتبع العلم حتى جمع علمًا، فلم يزل في أمره ذلك حتى بغى على موسى وحسده، فقال له موسى: إن الله أمرني أن آخذ الزكاة، فأبى، فقال: إن موسى يريد أن يأكل أموالكم ... الحديث على ما سيأتي (٢).


(١) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (١٩٥٠٤) بلفظ قريب. قال ابن حجر في "فتح الباري" (١٠/ ٢١٣): وهذا مرسل أو معضل.
(٢) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٩/ ٣٠١٨)، والحاكم في "المستدرك" (٣٥٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>