للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يخص الرجل يوم السبت بصيام؛ لأنَّ اليهود يعظِّمون يوم السبت، انتهى (١).

أي: والمراد: وتخصيصه بالصيام تعظيمًا له، فمن فعل ذلك فقد تشبه بهم.

وكذلك من خص يوم الأحد بصيام فقد أشبه النصارى في تعظيمه.

وقد نص ابن يونس على إلحاق الأحد بالسبت، وكراهية إفراده بالصوم.

وذهب جماعة منهم مالك إلى عدم كراهية إفراد الجمعة بالصوم، وعدم كراهية صوم السبت وكذلك الأحد ولو مفردًا، وقالوا: إن النهي عن صومهما منسوخ (٢) بما رواه النسائيُّ: أن ابن عباس بعث إلى عائشة وأم سلمة رضي الله تعالى عنهم يسألهما: ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحبُّ أن يصوم من الأيام؟

فقالتا: ما مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى كان أكثر صومه يوم السبت والأحد، ويقول: "هُما عِيدانِ لأَهْلِ الْكِتابِ فَنَحْنُ نُحِبُّ أَنْ نُخالِفَهُمْ" (٣).

ولنا أن نقول: إن سلمنا صحة هذا الحديث، فإنَّه دليل على نسخ كراهية صوم السبت لا على نسخ كراهية إفراده بالصوم؛ لأنَّ ظاهر


(١) انظر: "سنن الترمذي" (٧٤٤).
(٢) انظر: "أحكام القرآن" لابن عربي (٣/ ١٧١)، و"إحكام الأحكام" لابن دقيق العيد (٢/ ٢٤٢).
(٣) رواه النسائيُّ في "السنن الكبرى" (٢٧٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>