للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ ذَنْباً يَعْتادُهُ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ، أَوْ ذَنْباً لا يَتْرُكُهُ حَتَّى يَمُوتَ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ خَطَّاءً نَسَّاءً، فَإِذا ذُكِّرَ ذَكَرَ" (١).

والفينة -بفتح الفاء، وسكون الياء التحتانية، وبعدها نون-: الحالة، والساعة.

والحاصل: أن المؤمن -وإن جرى عليه الحكم بالفسق والذنب- فإنه يرجع إلى تصديق قلبي، وإيمان سري، فكأنه بصدد التوبة في كل وقت وحين.

على أن المنافق -وإن توغل في النفاق، وتمحض قلبه به- فباب التوبة له مفتوح أيضًا كسائر المشركين، فهو -وإن تمادى في أنواع النفاق وأخلاق المنافقين- فالتوبة غير محجوبة عنه.

حتى إن من الناس من تجري عليه أحوال المنافقين والمارقين سائر عمره، فيتداركه الله تعالى بإيمان مقبول، وتوبة صحيحة، ولو قبل الغرغرة بالموت.

وقد يتخلق بأخلاق المؤمنين ويعمل أعمال المسلمين سائر عمره، ثم يختم له بالنفاق؛ والعياذ بالله تعالى.


(١) رواه عبد بن حميد في "المسند" (٦٧٤) (١/ ٢٢٥)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٧١٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>