للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ومن المروءة أيضًا: أن تصون ثوبي جمعتك، وتكثر تعاهد صبيتك، وتعرف المسجد بمحلتك (١).

وروى الحاكم في "مناقب الشّافعيّ" عن البويطي عنه رحمهما الله تعالى أنّه قال: ليس من المروءة أن يخبر الرَّجل بسنه (٢).

وروى أبو نعيم عن الزّهريُّ رحمه الله تعالى قال: ما أحدث النَّاس مروءة أعجب إليَّ من الفصاحة (٣).

وروى ابن باكويه الشيرازي، ومن طريقه ابن الجوزي عن أحمد ابن الصلت قال: سمعت بشر بن الحارث يقول رحمه الله تعالى: ليس من المروءة أن تحب ما يبغض حبيبك (٤).

قلت: أشار إلى أن من كان الله حبيبه، فمروءته أن يحب ما أحبه الله، ويبغض ما أبغضه الله، ولا يبغض ما أحب الله، ولا يحب ما أبغضه الله.

وفيه معنى آخر: وهو أن من له صديق يعلم منه الصداقة والديانة والمحبة والصيانة، فليس من المروءة أن يصادق عدو صديقه.


(١) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٢٩٨)، وعنده: "ضيفك" بدل "صبيتك"، و "مجلسك" بدل "محلتك".
(٢) انظر: "صفة الصفوة" لابن الجوزي (٢/ ٢٥٤).
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٣/ ٣٦٤).
(٤) وروى أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٨/ ٣٠٠) عن بشر بن السري بمعناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>