للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في القول أو الرأي أو العمل، فذلك دليل شقاوته كما أشار إليه الشّافعيّ رحمه الله تعالى (١).

ومن ثمّ لا ينبغي أن يقر السفيه على ما يصنعه مخالفاَّ للسنة، ولا يُحَسَّن له رأي ولا عمل، بل ولا تقبل له هدية؛ فإن قبول هدية المرء دليل المحبة والرضا عنه كما قال حذيفة المرعشي رحمه الله تعالى: إياكم وهدايا الفجار والسفهاء؛ فإنكم إن قبلتموها ظنوا أنكم قد رضيتم فعلهم. رواه ابن جهضم (٢).

بل ينبغي نهيه، وزجره، ومنعه.

روى الطبراني في "الكبير"، والبيهقي في "السنن" عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه -: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "خُذُوا عَلى أَيْدِي سُفَهائِكُمْ قَبْلَ أَنْ تَهْلَكُوا، أَوْ تُهْلِكُوا" (٣).

وفي معنى الحديث قول العرب: حكموا سفهاؤكم بالكلف؛ أي: امنعوهم.

قال في "الصحاح": يقال: حكمت السفيه، وأحكمته: إذا أخذت على يده.


(١) في الأبيات المتقدم ذكرها قريبًا.
(٢) ورواه ابن الجوزي في "صفة الصفوة" (٤/ ٢٧٠).
(٣) رواه الطبراني في "مكارم الأخلاق" (ص: ١٠٠)، والبيهقي في ""شعب الإيمان" (٧٥٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>