للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسن منه التشبه بذوي الأسنان في رياضة الأخلاق، ويستحضر حينئذ الحديث: "خَيْرُ شَبابِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِكُهُولكُمْ" (١).

وروى الحاكم في "تاريخه" عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "شابٌّ سَخِىٌّ حَسَنُ الْخُلُقِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ شَيْخٍ بَخِيلٍ عابِدٍ سَيِّئِ الْخُلُقِ" (٢).

وينبغي للشاب إذا خوَّله الله تعالى في الأموال أن لا يبطر بها، ولا يغتر بكثرتها فيصرفها في الملاذِّ المحرمة، أو يسرف فيها فيندم عند الحاجة إليها في كبره أو قبل كبره، ويعرض على نفسه أنه مفارق لها، ويبقى ثوابها أو عقابها، فلا يسترسل في هوى نفسه من المآكل والمشارب، والملابس والمراكب، فربما ألهاه ذلك عن ذكر الله تعالى؛ وكفى بذلك خسراناً.

وقد قال أبو سليمان الداراني رحمه الله تعالى: كلُّ ما شغلك عن الله من أهل أو مال [أو ولد] فهو عليك شؤم (٣).

وإذا ولي ولاية، أو صار له جاه أو سلطان فلا يحمله ذلك على الغرور والتسلط على أموال الناس، أو أعراضهم، أو نفوسهم، ويمنع نفسه مما تدعو إليه نفوس الشبان من ذوي الحداثة والشباب، وأهل


(١) تقدم تخريجه.
(٢) ورواه تمام الرازي في "فوائده" (١/ ١٢٥)، والديلمي في "مسند الفردوس" (٣٥٨٧).
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٩/ ٢٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>