للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم هي تأكل الجمر حالاً، وهم يأكلون ما يؤول إلى الجمر مالاً، ولكن وجه المشابهة بينها وبينهم: أن النعامة تدرك من حرارة الجمر ما يمنعها من استعماله لولا ما في طبعها من ملاءمة حرارة الجمر، وكذلك العالم الباذل علمه في مقابلة الحطام، وآكل مال اليتيم، والسائل الغني، يدركون ضرر ما يأكلون، وإلا لم يكونوا مسلمين، ثم يأكلون لما صار في جبلتهم من استحلاء تناول ما ذكر.

والأدلة على ما سبق قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} [النساء: ١٠].

وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ} [البقرة: ١٧٤].

وحديث حبشي بن جنادة رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ يَسْأَلُ غَيْرَ فَقِيْرِ فَكَأنَّمَا يَأْكُلُ الجَمْرَ".

رواه الإمام أحمد، والطبراني في "الكبير" بإسناد حسن، وابن حبان في "صحيحه"، وغيرهم (١).

وفي لفظ: "فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الجَمْرَ" (٢).

ورواه البيهقي بلفظ: "مَثَلُ الَّذي يَسْأَلُ فيْ غَيرِ حَاجَةٍ كَمَثَلِ الَّذِي


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ١٦٥)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٣٥٠٦).
(٢) رواه ابن خزيمة في "صحيحة" (٢٤٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>