وكذلك ينبغي للإنسان أن يكون عارفاً بمن له غناء ممن لا غناء فيه، فينزل الناس منازلهم، ويعرف الصديق من العدو.
وفي أمثال العوام: فلان ما يعرف صديقه من عدوه.
وفي معناه أيضاً قولهم في المثل الآخر: وصاحب البيت أدرى بالذي فيه.
وقولهم: أنا أخبر بشمس بلادي.
وقولهم: المربي أخبر من الشاري.
وفي المثل: هما كفرَسَيْ رهان؛ يضرب للمتسابقين إلى غاية في خير أو شر (١).
والاعتبار فيه أنَّ الإنسان ينبغي له المسابقة إلى الخيرات كما قال تعالى:{فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}[البقرة: ١٤٨].
وكثيراً ما يضرب المثل بالسوابق من الخيل في الاستباق إلى خير، فيمثلون السابق والتالي بالسابق من الخيل، ثم بالمصلي، ثم المسلي، ويقال: القفي، ثم التالي، ثم المرتاح، ثم العاطف، ثم الحظي، ثم المؤمل، ثم اللطيم، ثم السكيت.
وقال الجاحظ: كانت العرب تعد السوابق ثمانية، ولا يعد ما جاء بعدها حظاً، وجعل اللطيم ثامناً.