وروى ابن النجار في "تاريخه"، والديلمي في "مسند الفردوس" عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثَلاثَةُ أَصْواتٍ يُباهِيْ اللهُ بِهِنَّ الْمَلائِكَةَ: الأَذانُ، وَالتَّكْبِيْرُ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ، وَرَفْعُ الصَّوْتِ بِالتَّلْبِيَةِ".
قلت: الثلاثة كلها من ذكر الله تعالى، ولكن كان لها خصوصية في المباهاة لم تكن لسائر الأذكار.
وروى الخطيب في "تالي التلخيص" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ تَقَلَّدَ سَيْفاً فِيْ سَبِيْلِ اللهِ قَلَّدَهُ اللهُ وِشاحاً فِيْ الْجَنَّةِ لا تَقُوْمُ لَهُ الدُّنْيا مُنْذُ يَوْمِ خَلَقَها اللهُ إِلَىْ يَوْمِ يُفْنِيْها، وإِنَّ اللهَ لَيُباهِيْ بِسَيْفِ الْغازِيْ، وَرُمْحِهِ، وَسِلاحِهِ، وإِذا باهَىْ اللهُ بِعَبْدٍ لَمْ يُعَذِّبْهُ اللهُ"(١).
وروى الإمام أحمد، وابن ماجه، عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: صلَّينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغرب، فرجع من رجع، وعقب من عقب، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسرعاً قد حَفَزَه النَّفَسُ قد حَسَرَ عن ركبته، قال: "أَبْشِرُوْا؛ هَذا رَبّكُمْ قَدْ فَتَحَ باباً مِنْ أَبْوابِ السَّماءِ يُباهِيْ بِكُمُ الْمَلائِكَةَ، يَقُوْلُ: انْظُرُوْا إِلَىْ عِبادِيْ قَدْ قَضَوْا
(١) رواه الخطيب البغدادي في "تالي التلخيص" (١/ ٢٦٦)، ورواه أيضاً أبو يعلى في "معجمه" (ص: ٢٧٠)، ورواه ابن حبان في "المجروحين" (٢/ ١٣٩) وقال: فيه عبد العزيز بن عبد الرحمن الجزري يأتي بالمقلوبات عن الثقات فيكثر، والملزقات بالأثبات فيفحش.