للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَرِيْضَةً، وَهُمْ يَنْتَظِرُوْنَ أُخْرَىْ" (١).

وروى البزار، والطبراني في "الكبير" عن معاوية رضي الله تعالى عنه: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صلى ومعه جماعة من أصحابه الأولى، ثم جلسوا فخرج عليهم، فقال: "ما بَرَحْتُمْ بَعْدُ؟ " قالوا: لا، قال: "لَوْ رَأَيْتُمْ رَبَّكُمْ فَتَحَ باباً فِيْ السَّماءِ، فَأَرَىْ مَجْلِسَكُمْ مَلائِكَتَهُ يُباهِيْ بِكُمْ وَأَنتُمْ تَرْقُبُوْنَ الصَّلاةَ" (٢).

وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري رضي الله تعالى عنه في "جزء" جمع فيه كلام أستاذه أبي علي الدَّقَّاق - رضي الله عنه -: وسمعته يقول: الملائكة لهم عبادة، وليس لهم انتظار العبادة، الانتظار لنا، قال - صلى الله عليه وسلم -: "الْمُنتظِرُ لِلصَّلاةِ فِيْ الصَّلاةِ" (٣)، والانتظار من صفات المحبين، وأنشد: [من الطويل]

أُرَاعِيْ نُجُوْمَ اللَّيْلِ حَتَّىْ كَأَنَّنِيْ ... عَلَىْ كُلِّ نَجْمٍ فِيْ السَّمَاء رَقِيْبُ (٤)


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٢٠٨)، وابن ماجه (٨٠١). وصحح العراقي إسناده في "طرح التثريب" (٢/ ٣٢٦).
(٢) كذا عزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٢/ ٣٨) إلى البزار، ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٩/ ٣٩٦).
(٣) رواه البخاري (١٧٤)، ومسلم (٦٤٩) عن أبي هريرة، ولفظه عند البخاري: "لا يزال العبد في صلاة ما كان في المسجد ينتظر الصلاة".
(٤) انظر: "ديوان المعاني" للعسكري (٢/ ١٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>