للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: والظاهر أن انتظار الفرج كانتظار العبادة في تخصيصه بأخيار البشر؛ لأنه يحتاج إلى صبر، وهو خاص بهم، كما سيأتي.

وقد روى القضاعي عن ابن عمر، وابن عبَّاس رضي الله تعالى عنهم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "انْتِظارُ الْفَرَجِ بِالصَّبْرِ عِبادةٌ" (١).

وأخرجه ابن أبي الدنيا من رواية علي رضي الله تعالى عنه، ولفظه: "انْتِظارُ الْفَرَجِ عِبادةٌ، وَمَنْ رَضِيَ بِالْقَلِيْلِ مِنَ الرِّزْقِ رَضِيَ اللهُ مِنْهُ بِالْقَلِيْلِ مِنَ الْعَمَلِ" (٢).

وروى الترمذي عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "سَلُوْا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ؛ فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ يُسْأَلَ، وَأَفْضَلُ الْعِبادَةِ انْتِظارُ الْفَرَج" (٣).


(١) رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (٤٦) عن ابن عمر، وعن ابن عباس (٤٧) (١/ ٦٣). قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (٢/ ١٠١٥): رواه القضاعي في "مسند الشهاب" من حديث ابن عمر وابن عباس، وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشد" من حديث علي، دون قوله "بالصبر"، وكذلك رواه أبو سعيد الماليني في "مسند الصوفية" من حديثْ ابن عمر، وكلها ضعيفة، وللترمذي من حديث ابن مسعود: "أفضل العبادة انتظار الفرج".
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (ص: ٢). وانظر قول العراقي في التعليق السابق.
(٣) رواه الترمذي (٣٥٧١) وقال: هكذا روى حماد بن واقد هذا الحديث، وحماد ابن واقد ليس بالحافظ، وروى أبو نعيم هذا الحديث عن إسرائيل، عن حكيم ابن جبير، عن رجل، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحديث أبي نعيم أشبه أن يكون أصح.

<<  <  ج: ص:  >  >>