للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: أفضل العبادة للمكروب والمهموم انتظار الفرج، والكرب والهم لا يتحقق في حق الملائكة عليهم السلام؛ إذ لا شهوة لهم يخشون فواتها؛ إذ عيشهم فيما هم فيه، فلا يبعد أن يكون انتظار الفرج مما يباهى به الملائكةُ - أيضاً -.

وروى ابن السني، والديلمي عن طلحة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ يُباهِيْ الْمَلائِكَةَ بِالشَّابِّ الْعابِدِ؛ يَقُوْلُ: انْظُرُوْا إِلَىْ عَبْدِيْ تَرَكَ شَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِيْ".

وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن خالد بن معدان رحمه الله تعالى قال: إن الله تبارك وتعالى يفاخر ملائكته بعبديه الشابين - يعني: الشاب، والشابة - يقول لملائكته: انظروا إلى عبدَيَّ كيف يلتمسان مرضاتي؛ أي: بطاعتي، وعبادتي.

وروى ابن عدي في "الكامل" عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ يُباهِيْ الْمَلائِكَةَ بِمَنْ قَلَّ مَطْعَمُهُ (١) فِيْ الدُّنْيا يَقُوْلُ: انْظُرُوْا إِلَىْ عَبْدِيْ ابْتَلَيْتُهُ بِالطَّعامِ وَالشَّرابِ فِيْ الدُّنْيا، فترَكَهُما، أُشْهِدُكُمْ يا مَلائِكَتِيْ: ما مِنْ أكلَةٍ يَدَعُها إِلاَّ أَبْدَلتهُ بِها دَرَجاتٍ فِيْ الْجَنَّةِ" (٢).

وروى الطبراني بإسناد جيد، عن عُبادة بن الصَّامت رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوماً - وحضر رمضان -: "أَتاكُمْ رَمَضانُ،


(١) في "أ": "طعمه".
(٢) انظر: "تخريج أحاديث الإحياء" للعراقي (٢/ ٧٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>