للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَهْرُ بَرَكَةٍ يَغْشاكُمُ اللهُ فِيْهِ، فَيُنَزِّلُ الرَّحْمَةَ، وَيَحُطّ الْخَطايا، وَيَسْتَجِيْبُ فِيْهِ الدّعاءَ، يَنْظُرُ اللهُ إِلَىْ تَنافُسِكُمْ فِيْهِ، وَيُباهِيْ بِكُمْ مَلائِكَتَهُ، فَأَرُوْا اللهَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْراً؛ فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ فِيْهِ رَحْمَةَ اللهِ - عز وجل - " (١).

وإنما تقع المباهاة بالصائمين في رمضان من هذه الأمة؛ لأن الصوم - وإن كان من عبادات الملائكة كما تقدم - فإنه من بني آدم أتم؛ لأن ترك الطعام والشراب من الملائكة ليس فيه كبير أمر لأنهم لا يحتاجون إليه؛ إذ لا شهوة لهم، وسلطان الشهوة لا يقاومه الإنسان إلا بقوة زائدة، وصبر شديد، ولو ركبت تلك الشهوة في الملائكة لما أطاقوا مقاومتها كما علمت من قصة هاروت وماروت، فلذلك يباهي الله بالصَّائم.

ألا ترى أن الله تعالى يقول في مباهاة الملائكة: "انظروا إلى عبدي ترك شهوته من أجلي؟ " (٢).


(١) كذا عزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٣/ ١٤٢) إلى الطبراني في "المعجم الكبير"، وقال: وفيه محمد بن أبي قيس ولم أجد من ترجمه.
قال الإمام أحمد: محمد بن أبي قيس هو ابن سعيد وهو الذي أراه قال يكنيه بكر بن خنيس أبا عبد الرحمن الشامي. انظر: "سؤالات أبي داود للإمام أحمد" (ص: ١٩٣).
وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (٩/ ٢٦٩): محمد بن سعيد بن حسان المصلوب: وهو محمد بن أبي قيس، وهو محمد بن الطبري، وهو القرشي الأزدي، وهو الدمشقي، وهو ابن الطبري، وقد دلسوه ألواناً كثيرة لئلا يعرف لسقوطه.
(٢) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>