للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَمَّا وُقُوْفُكَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، فَإِنَّ اللهَ يَهْبِطُ إِلَىْ سَماءِ الدُّنْيا فَيُباهِيْ بِكُمُ الْمَلائِكَةَ، فَيَقُوْلُ: عِبادِيْ جَاؤُونيْ شُعْثاً مِنْ كُلِّ فَج عَمِيْقٍ يَرْجُوْنَ جَنَّتِيْ، فَلَوْ كانت ذُنُوْبُكُمْ كَعَدَدِ الرَّمْلِ، وَكَقَطْرِ الْمَطَرِ، أَوْ كَزَبَدِ الْبَحْرِ لَغَفَرْتُها، أَفِيْضُوْا عِبَادِيْ مَغْفُوْراً لَكُمْ، وَمَنْ شَفَعْتُمْ لَهُ.

وَأَمَّا رَمْيُكَ الْجِمارَ، فَلَكَ بِكُلِّ حَصاةٍ رَمَيْتَها تَكْفِيْرُ كَبِيْرَةٍ.

وَأَمَّا نَحْرُكَ، فَمَدْخُوْرٌ لَكَ عِنْدَ رَبِّكَ.

وَأَمَّا طَوافُكَ بِالْبَيْتِ بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِنَّكَ تَطُوْفُ وَلا ذَنْبَ لَكَ، يَأْتِيْ مَلَكٌ فَيَضَعُ يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَيَقُوْلُ: اعْمَلْ فِيْمَا يُسْتَقْبَلُ، فَقَدْ غُفِرَ لَكَ ما مَضىْ" (١).

وقال الشيخ أبو عبد الرَّحمن السلمي في "الحقائق": لما دخلت على الشيخ الحصري - قدس الله روحه - ببغداد قال لي: أحاجٌّ أنت؟ قلت: أنا مع القوم، قال لي: أليس فرائض الحج أربعة: الإحرام، والدخول فيه بلفظ التلبية؟ قلت: نعم، قال: والتلبية إجابة؟ قلت: نعم، قال: والإجابة من غير دعوة سوء أدب؟ قلت: نعم، قال: فتحققت الدعوة حتى تجيب؟

ثم الوقوف؟ قلت: نعم، قال: فاجتهد فيه؟ فإنه محل المباهاة، انظر كيف يكون ثَمَّ.


(١) كذا عزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٣/ ٢٧٤) إلى الطبراني في "الكبير" والبزار، وقال: ورجال البزار موثقون، وقال البزار: قد روي هذا الحديث من وجوه، ولا نعلم له أحسن من هذا الطريق.

<<  <  ج: ص:  >  >>