للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَرًّا قَيَّضَ اللهُ لَهُ قَبْلَ مَوْتهِ بِعَامٍ شَيْطَانًا يُضِلُّهُ ويغْوِيهِ حَتَّى يَمُوْتَ عَلَىْ شَرِّ أَحَايِيْنهِ، فَإِذَا حَضَرَ وَرَأَىْ مَا أُعِدَّ لَهُ جَعَلَ يَبْتَلِعُ نَفْسَهُ كَرَاهِيَةَ أَنْ تَخْرُجَ، فَهُنَاكَ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ وَكَرِهَ اللهُ لِقَاءَه" (١).

وهذا الحديث تقدم من طريق آخر.

وروى ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: انظروا الناس عند مضاجعهم؛ فإذا رأيتم العبد يموت على خير ما ترونه فارجوا له الخير، وإذا رأيتموه يموت على شر ما ترونه خافوا عليه، فإذا كان شقياً -وإن أعجب الناس بعض عمله- قيَّض له شيطانًا فأرداه وأهلكه حتى يدركه الشقاء الذي كتب عليه، وإذا كان سعيداً -وإن كان الناس يكرهون بعض عمله- قيَّض له ملك فأرشده وسدده حتى تدركه السعادة التي كتبت له (٢).

وقلت ملماً بهذا المعنى: [من الرجز]

إِذا أَرادَ اللهُ خَيْراً بِامْرِئٍ ... لِكَوْنهِ مِنْ صَفْوَةِ الأَنامِ

يَبْعَثُ مَنْ يَهْدِيهِ مِنْ أَمْلاكِهِ ... إِلَيْهِ قَبْلَ مَوْتهِ بِعامِ

حَتَّى يَقولَ النَّاسُ إِنَّهُ قَضى ... مِنْ عُمْرِهِ فِي أَفْضَلِ الأيَّامِ

يا رَبِّ فارْحَمْنا وَسَدِّدْ أَمْرَنا ... في مَبْدَأِ الأُمورِ وَالْخِتامِ


(١) ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (١٥٩١)، وابن المبارك في "الزهد" (٩٧٢).
(٢) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٤٥٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>