قال العلماء: إنما أثنى الله تعالى على هؤلاء الأنبياء بالصلاح - وإن كان الصَّلاح من لازم نبوتهم - لينبه سبحانه على فضل الصلاح، وأنه مجمع القُرب، سواء وصل صاحبه إلى مقام النبوة والصِّديقية ونحوهما، أم لا.
وكذلك في طلب يوسف وسليمان عليهما السلام من الله تعالى أن يلحقهما بالصالحين، تنويه بمقدار الصلاح، وتنبيه على شرفه.
وقال الله تعالى حكايته عن النجاشي، وأصحابه في معرض الثناء عليهم: {يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (٨٣) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ} [المائدة: ٨٣، ٨٤].
وروى الإِمام أحمد في "الزهد" عن هارون بن عنيزة قال: سمعت الحسن رحمه الله تعالى يقول: اللهم اغفر لنا ذنوبنا، ووسع لنا في ذاتنا، واجعلنا من صالح من بقي، وألحقنا بصالح من مضى.
وقال البغوي في قوله تعالى:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}[التوبة: ١٢٨]؛ قال: حريص على إيمانكم وصلاحكم (١).