للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• وَعَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ وَحَانَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَالْتُمِسَ الْوَضُوءُ فَلَمْ يَجِدُوهُ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ بِوَضُوءٍ (١) فَوَضَعَ يَدَهُ فِي ذلِكَ الْإِنَاءِ فَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَتَوَضَّأُ مِنْهُ فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ (٢) فَتَوَضَّأَ النَّاسُ حَتَّى تَوَضَّأُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ. رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• وَعَنْهُ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ فِي بَعْضِ مَخَارِجِهِ (٣) وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَانْطَلَقُوا يَسِيرُونَ فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلَمْ يَجِدُوا مَاءً يَتَوَضَّأُونَ فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَجَاءَ بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ يَسِيرٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهُ النَّبِيُّ ثُمَّ مَدَّ أَصَابِعَهُ الْأَرْبَعَ عَلَى الْقَدَحِ ثُمَّ قَالَ: «قُومُوا تَوَضَّأُوا» فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ حَتَّى بَلَغُوا مَا يُرِيدُونَ مِنَ الْوَضُوءِ وَكَانُوا سَبْعِينَ أَوْ نَحْوَهُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

• عَنْ جَابِرٍ قَالَ: عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَالنَّبِيُّ بَيْنَ يَدَيْهِ رِكْوَةٌ (٤) فَتَوَضَّأَ فَجَهِشَ النَّاسُ نَحْوَهُ (٥) فَقَالَ: «مَا لَكُمْ؟» قَالُوا: لَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضأُ وَلَا نَشْرَبُ إِلا مَا بَيْنَ يَدَيْكَ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الرِّكْوَةِ فَجَعَلَ الْمَاءُ يَفُورُ بَيْنَ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّاينَا قِيلَ: «كَمْ كُنْتُمْ؟» قَالَ: لَوْ كُنَّا مائةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً. رَوَاهُ الشَّيْخَانِ (٦).


(١) بوضوء أي بإناء فيه ماء للوضوء.
(٢) من بين أصابعه. وفى رواية: من تحت أصابعه.
(٣) في بعض مخارجه أي في بعض أسفاره.
(٤) الركوة بالتثليث إناء صغير من جلد يشرب فيه.
(٥) أي أسرعوا إلى الماء متهيئين لأخذه. وقوله يفور أي ينبع وفى نسخة يثور بالمثلثة ومعناهما واحد.
(٦) ولكن البخارى هنا ومسلم في غزوة ذى قرد. فظاهر هذه النصوص أن الماء كان ينبع من نفس أصابعه وهو أبلغ في المعجزة من نبعه من الحجر كما كان لموسى لأن الحجر من الأرض وشأن الماء أن ينبع منها، وهذا من قبيل إيجاد المعدوم بخلاف ما يأتى فهو من قبيل تكثير الوجود. والله أعلى وأعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>