للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة طه (١)

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ خَيْبَرَ أَسْرَى لَيْلَةً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْكَرَى أَنَاخَ فَعَرَّسَ ثُمَّ قَالَ: «يَا بِلَالُ اكْلَأْ لَنَا اللَّيْلَ (٢)» فَصَلَّى بِلَالٌ ثُمَّ تَسَانَدَ إِلَى رَاحِلَتِهِ مُسْتَقْبِلَ الْفَجْرِ فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ فَنَامَ فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ أَحَدٌ مِنْهُمْ وَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ أَوَّلَهُمْ فَقَالَ: «أَيْ بِلَالُ»، فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ بِنَفْسِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «اقْتَادُوا»، ثُمَّ أَنَاخَ فَتَوَضَّأَ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ ثُمَّ صَلَّى مِثْلَ صَلَاتِهِ لِلْوَقْتِ» ثُمَّ قَالَ: «أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٣).

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (٤)﴾.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «حَاجَّ مُوسى آدَمَ (٥) فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي أَخْرَجْتَ النَّاسَ مِنَ الْجَنَّةِ بِذَنْبِكَ وَأَشْقَيْتَهُمْ قَالَ آدَمُ: يَا مُوسى أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ كَتَبَهُ اللَّهُ


سورة طه

(١) سميت بهذا لقوله تعالى فيها ﴿طه (١) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾.
(٢) لما قفل أي رجع النبي من غزوة خيبر أسرى ليلة حتى أدركهم الكرى أي النوم أمرهم فنزلوا؛ ثم قال: يا بلال احفظ لنا الليل أي أيقظنا لصلاة الفجر، فاستند بلال إلى راحلته فنام وناموا حتى طلعت الشمس فاستيقظ النبي قبلهم، فقال يا بلال كيف قولك؟ فقال: يا رسول الله أنامني الذي أنامكم، فقال: اقتادوا رواحلكم إلى مكان آخر ثم نزلوا فتوضئوا ثم صلوا سنة الفجر ثم الفريضة ثم قرأ ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ أي لتذكرني فيها.
(٣) بسند ضعيف ولكن تقدم في أعذار الصلاة للشيخين وأبي داود.
(٤) قال الله تعالى لموسى ﴿وَاصْطَنَعْتُكَ﴾ أي اخترتك ﴿لِنَفْسِي﴾ لتكون رسولا بيني وبين عبادي.
(٥) أي حاججه ولامه على الأكل من الشجرة وهذه المحاججة بين أرواحهما حينما كانا ببيت المقدس ينتظران النبي أو في السماء الله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>