للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سورة السجدة (١)

مكية وهي ثلاثون آية

• عَنْ أَنَسٍ أَنَّ هذِهِ الآيَةَ: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ نَزَلَتْ فِي انْتِظَارِ هذِهِ الصَّلاةِ الَّتِي تُدْعَى العَتْمَةَ (٢). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهعَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْراً بَلْهَ مَا أُطْلِعْتُمْ عَلَيْهِ (٣)»، ثمَّ قَرَأَ: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾. رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.


=من خير أو شر ﴿ما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير﴾ عليم بكل شيء خبير بباطنه كظاهره. وسبب نزول هذه الآية أن الحارث بن عمرو قال للنبي . متى الساعة، وأنا قد ألقيت الحب في الأرض فمتى تمطر السماء، وامرأتي حامل فهل حملها ذكر أو أنثى. وأي شيء أعمله غدًا، ولقد علمت بأي أرض ولدت فبأي أرض أموت؟ فنزلت الآية.

سورة السجدة

(١) سميت بهذا الذكر سجدة التلاوة فيها في قوله تعالى ﴿إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون﴾.
(٢) فهذه الآية ﴿تتجافى جنوبهم﴾ ترتفع ﴿عن المضاجع﴾ مواضع النوم ﴿يدعون ربهم خوفا وطمعًا ومما رزقناهم ينفقون﴾ نزلت فيمن ينتظرون صلاة العشاء جماعة لمشقة الانتظار. وأولى من يجهدون أنفسهم ويقومون لصلاة الفجر جماعة فإنها صلاة مشهودة لقوله تعالى ﴿وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا﴾.
(٣) ذخرًا منصوب بأعددت أي أعددت لعبادي الصالحين في الجنة نعيما عظيما ما رأته عين ولا سمعته أذن ولا خطر على قلب بشر وجملته مذخورا لهم هناك، بله ما أطلعتم عليه أي اتركوا ما رأيتموه في الدنيا فليس بشيء بجنب ما في الآخرة لقوله تعالى ﴿فلا تعلم نفس﴾ أي مخلوق ﴿ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون﴾ وقيل هذا ترغيب في صلاة الليل فإنها ترضى الرب وتنور القلب. وفي الحديث: ما زال جبريل يوصيني بقيام الليل حتى علمت أن خيار أمتي لا ينامون، وتقدم الكلام عليها وافيًا في كتاب الصلاة، ولا مانع من إرادتهما فإن القرآن بحر زاخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>