للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«هَلْ عِنْدَكَ غِنًى يُغْنِيكَ» قَالَ: لَا، قَالَ: «فَكُلُوهَا قَالَ فَجَاءَ صَاحِبُهَا فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: هَلا كُنْتَ نَحَرْتَهَا» قَالَ: اسْتَحَيْتُ مِنْكَ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (١) وَأَحْمَدُ.

• عَنِ الْفُجَيْعِ الْعَامِرِيِّ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ فَقَالَ: مَا يَحِلُّ لَنَا مِنَ الْمَيْتَةِ؟ قَالَ: مَا طَعَامُكُمْ؟ قُلْنَا: نَغْتَبِقُ وَنَصْطَبِحُ (٢) قَالَ: «ذَاكَ وَأَبِي الْجُوعُ فَأَحَلَّ لَهُمُ الْمَيْتَةَ عَلَى هذِهِ الْحَالِ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

[البقول المكروهة]

• عَنْ جَابِرِ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ أَكَلَ ثُوماً أَوْ بَصَلًا (٣) فَلْيَعْتَزِلْنَا أَوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ، وَأُتِيَ بِبَدْرٍ فِيهِ بُقُولٌ فَوَجَدَ لَهَا رِيحاً فَسَأَلَ فَأَخْبِرَ بِمَا فِيهَا فَقَالَ: قَرِّبُوهَا إِني بَعْضِ الْأَصْحَابِ فَكَرِهَ أَكْلَهَا فَقَالَ: كُلْ فَإِنِّي أُنَاجِي مَنْ لَا تُنَاجِي». رَوَاهُ الْخَمْسَةُ وَلَفْظُهُ لِأَبِي دَاوُدَ.


(١) بسند صالح.
(٢) قوله نغتبق أي نأخذ قدحا من اللبن مساء ونصطبح نشرب قدحا صباحا، قال ذاك وأبي الجوع أي ذاك الجوع وحق أبي، ولا ينافي ما تقدم في الأيمان» من كان حالفا فليحلف بالله» لأن هذا كان قبل النهي، فأثبت لهم الجوع وأباح لهم أكل الميتة مع قدح لبن في الصباح والمساء لأنه وإن حفظ الجسم من الهلاك ولكنه لا يغذيه التغذية الكافية، وبالأولى إذا لم يكن شيء كالحديث الأول. وفيه إباحة الأكل من الميتة حتى تأخذ الأجسام حاجتها من القوت وهو رواية لمالك وقول للشافعي والراجح عنده الاقتصار على سد الرمق وعليه أبو حنيفة، والوصف بالاضطرار يوجد إذا وصل إلى حد الهلاك أو إلى مرض يفضي إليه وعليه الجمهور، وقال بعض المالكية إذا لم يأكل شيئا ثلاثة أيام فمن اضطر فله أكل الميتة وما تيسر له من مال غيره ما يدفع به عن نفسه الهلاك قال تعالى ﴿فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم﴾ نسأل الله التوفيق والعناية والحفظ والرعاية آمين.

البقول المكروهة
(٣) قوله أو بصلا. زاد في رواية: أو كراثا، وقوله ببدر - كشرط - أي إناء مستدير كالبدر. وقوله كل فإني أناجي من لا تناجي وفي رواية؛ إني أخاف أن أوذي صاحبي هو جبريل .

<<  <  ج: ص:  >  >>