للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ شَجَرَةً تُعْضَدُ (١)»، رَوَى هذِهِ السِّتَّةَ التِّرْمِذِيُّ (٢).

التوكل على الله تعالى (٣)

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (٤)﴾.

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ هُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون (٥)»، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَوْ أَنَّكمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَماَ ترْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِماَصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا (٦)»، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٧) وَأَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ.

• عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: ياَ رَسُولَ اللَّهِ أَعْقِلُهاَ وَأَتَوَكَّلُ أَوْ


(١) كنت أود أني كنت خلقت شجرة فتقطع وتذهب وتصير في خبر كان، فهذه من النبي كلمة كبيرة تدل على أن ما يراه من المغيبات عنا عظيم يتمنى الموت والفناء من رؤيته، نسأل الله السلامة آمين والحمد لله رب العالمين.
(٢) الرابع بسند صحيح والباقي بأسانيد حسنة، نسأل الله حسن الحال آمين والحمد لله رب العالمين على كل حال.

التوكل على الله تعالى
(٣) التوكل على الله تعالى هو الاعتماد عليه وتفويض الأمور كلها إليه تعالى بقلبه اعتمادا على أنه الكفيل بأمور عباده والقادر على كل شيء مع السعي في الأسباب الذي أمر الله به عباده وجرت به العادة كاللبس لدفع الحر والبرد. والأكل والشرب لدفع الجوع والعطش. والنكاح لمن أراد الولد. والحرث وإلقاء البذر لمن أراد الزرع. والغرس لمن أراد الشجر والثمر. والصناعة والتجارة ونحو ذلك من طرق الكسب المعلومة.
(٤) فمن يتوكل على الله ويسعى في الأسباب فإن الله يسخر له كل شيء ويكفيه مطلوبه.
(٥) سبق هذا مع طائفة من الأحاديث في آخر كتاب الطب النبوى.
(٦) الخماص ككتاب جمع خميص وهو ضامر البطن الجائع، والبطان: ككتاب جمع بطين وهو عظيم البطن الشبعان، والمعنى لو صدق توكلكم على الله في سعيكم لفتح لكم أبواب فضله وسخر لكم أرزاقكم كما سخر لأضعف الحيوان - وهو الطير - التي تخرج من أوكارها صباحا وهي جياع ثم تعود مساء وهي ممتلئة البطون، وفي رواية: لرزقكم كما يرزق الطير، وفيه دلالة على السعي للكسب حيث شبههم بالطير التي تخرج من أوكارها صباحا للسعي في طلب أرزاقها ثم تعود وهي ملأي البطون بإلهام من الله تعالى.
(٧) بسند صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>