للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حلول الخسف والمسخ وأنواع البلاء بكثرة العصيان (١)

• عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «يَكُونُ فِي آخِرِ هذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ»، قُلْتُ: ياَ رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالْحُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِذَا ظَهَرَ الْخَبَثُ (٢).

• عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «فِي هذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقذْفٌ»، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: ياَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَتَى ذَاكَ؟ قَالَ: «إِذَا ظَهَرَتِ الْفَيْنَاتُ وَالْمَعاَزِفُ وَشُرِبَت الْخُمُورُ (٣)».

• عَنْ عَلِيَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِذَا فَعَلَتْ أُمَّتِي خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً حَلَّ بهاَ الْبلَاءُ»، فَقِيلَ: وَمَا هُنَّ ياَ رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِذَا كَانَ الْمغْنَمُ دُوَلًا (٤) وَالْأَمَانَةُ مَغْنَمًا وَالزَّكَاةُ مَغْرَمًا (٥) وَأَطَاعَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ (٦) وَعَقَّ أُمَّهُ وَبَرَّ صَدِيقَهُ وَجَفَا أَباَهُ وَارْتَفَعَتِ الْأَصْوَاتُ فِي الْمَسَاجِدِ وَكَانَ زَعَيمُ الْقَوْمِ أَرْذَلَهُمْ وَأُكْرِمَ الرَّجُلُ مَخَافَة شَرِّهِ وَشُرِبتِ الْخُمُورُ وَلُبِسَ الْحَرِيرُ وَاتُّخِذَتِ القَيْنَاتُ والْمَعَازِفُ وَلَعَنَ آخِرُ هذِهِ


حلول الخسف والمسخ وأنواع البلاء بكثرة العصيان
(١) الخسف: هو انكساف الأرض بمن عليها، قال الله تعالى ﴿فخسفنا به﴾ بقارون ﴿وبداره الأرض﴾ وهذا واقع الآن كثيرًا ولا سيما في الجهات الشمالية ويسمونه بانفجار البراكين، والمسخ: تحويل صورة الإنسان إلى صورة القردة والخنازير، قال تعالى ﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ﴾ فإذا تمادت الأمة في طغيانها حل بها أنواع البلاء، قال الله تعالى ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (٣٠)﴾.
(٢) القذف:
الرمي بالحجارة، قال تعالى ﴿وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (٥)﴾.
(٣) القينات: المغنيات، والمعازف: آلات اللهو، فإذا كثرت هذه الأمور في الأمة ونسيت الله تعالى نزل بها أنواع البلاء.
(٤) أي إذا صار مال الدولة لقوم دون غيرهم.
(٥) والأمانة منها أي عدها الذي هي تحت يده غنيمة فخانها وأكلها، والزكاة مغرما أي عدها صاحب المال غرامة فلم يخرجها، زاد في رواية: وتعلم لغير الدين.
(٦) أي في كل شيء وهذا هو المذموم لأنه يصير إمعة ومأمومًا لها؛ وفي الحديث: لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة، بخلاف ترك المرأة تدبر أمر بيتها كما تشاء فلا شيء فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>