للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خاتمة: ينتفع الميت بعمل غيره (١)

• عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَجُلاً (٢) أَتَى النَّبِيَّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا (٣) وَلَمْ تُوصِ وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ (٤)، أَفَلَهَا أَجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالنَّسَائِيُّ.

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تُوُفِّيَتْ أُمُّ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهَا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا، أَيَنْفَعُهَا شَيْءٌ إِن تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطِي المِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَنْهَا (٥). رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ.

• عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمَّ سَعْدٍ مَاتَتْ فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «المَاءُ» (٦)، قَالَ: فَحَفَرَ بِئْراً وَقَالَ: هذِهِ لِأَمِّ سَعْدٍ (٧). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَأَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَزَادَ: «فَتِلْكَ سِقَايَةُ سَعْدٍ بَالمَدِينَةِ» (٨). وَاللَّهُ أعْلَمُ.

عدد الأحاديث من أول الكتاب إلى هنا ٨٧٥ خمسة وسبعون وثمانمائة

(إلى هنا تم الجزء الأول ويليه الجزء الثاني إن شاء الله وأوله كتاب الزكاة)


﴿خاتمة﴾ ينتفع الميت بعمل غيره
(١) سواء كان قريبًا له، أولا، أذن له أولا.
(٢) قيل هو سعد بن عبادة.
(٣) من الافتلات، وهي البغتة والفجأة، أي خرجت روحها فجأة.
(٤) أي لو ملكت نفسها لتصدقت بشيء ينفعها.
(٥) المخراف بكسر فسكون، بيان لحائطى، والمخراف والمخرف الحديقة من نخل أو غيره، وسمي مخراقًا لأنه يخترف ويجني ثمره، أي أشهدك أن بستاني المخراف وقف على روحها.
(٦) لحاجة كل مخلوق إليه، وهذا سؤال آخر.
(٧) أي هذه البئر صدقة على روح أم سعد.
(٨) أي لا تزال بها إلى الآن، ومنه ما سبق في العلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. ومنه: استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت، السابق في التلقين. ومنه الدعاء للموتى في زيارة القبور السابقة ومنه: ﴿ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان﴾. فهذه صريحة في أن الميت المسلم ينتفع بالصدقة والدعاء كما ينتفع بصلاة الجنازة عليه، وهذه كلها بإجماع=

<<  <  ج: ص:  >  >>