للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ فَاسْتَسْقَى فَقَامَ لَهُمْ عَلَى رِجْلَيْهِ (١) عَلَى غَيْرِ مِنْبَرٍ فَاسْتَغْفَرَ (٢)، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يَجْهَرُ بِالقِرَاءَةِ، وَلَمْ يُؤَذِّن وَلَمْ يُقِمْ (٣). رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

• عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ يَوْمَ خَرَجَ يَسْتَسْقِي قَالَ: «فَحَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ (٤)، وَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ يَدْعُو، ثُمَّ حَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى لَنَا رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهِمَا بِالقِرَاءَةِ (٥)». رَوَاهُ الخَمْسَةُ.

• عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ كَانَ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلا فِي الاسْتِسْقَاءِ (٦) حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ (٧). رَوَاهُ الخَمْسَةُ إِلا التِّرْمِذِيَّ.

[نص خطبة في الاستسقاء]

• عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: شَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ قُحُوطَ المَطَرِ (٨)، فَأَمَرَ بِمِنْبَرٍ، فَوُضِعَ لَهُ فِي المُصَلَّى، وَوَعَدَ النَّاسَ يَوْماً يَخْرُجُونَ فِيهِ، قَالَتْ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ


(١) عبد الله.
(٢) ودعا وتضرع إلى الله أن ينزل المطر.
(٣) كصلاة العيد والكسوف ولكن ينبغي إنهاضهم إلى الصلاة بقول أحدهم أو المؤذن: الصلاة جامعة.
(٤) في أثناء الخطبة.
(٥) ظاهره وما قبله وما بعده أن الصلاة بعد الخطبة، وعليه الليث وسفيان الثوري وابن بطال؛ ولكن الجمهور على أن الصلاة قبلها كالعميد لحديث أحمد والبيهقي وابن ماجه: خرج نبي الله يومًا يستسقى، فصلى بنا ركعتين بلا أذان ولا إقامة ثم خطبنا ودعا الله ﷿. وأجابوا عن أحاديث الكتاب بأن تم فيها الترتيب في الإخبار فقط، ومع ذلك فتقديم الصلاة وتأخيرها جاز، ولو قيل إن النَّبِيّ فعل هذا مرة وذاك أخرى لم يبعد، وقوله: حول رداءه أي جعل الطرف الأيمن على عاتقه الأيسر وبالعكس بعد قلبه الذي يأتي في حديث نص الخطبة، وحكمته تغير الحال من القحط إلى الرخاء بإنزال المطر، فهو سنة وعليه كل العلماء.
(٦) لما له من الأهمية فإن عليه حياة الأراضي والنفوس.
(٧) بكسر فسكون ليظهر تمام الرفع. وفي رواية: وكان يشير بظهر كفيه إلى السماء في طلب رفع المكروه كقوله: اللهم ارفع عنا البلاء. فيندب جعل بطن الكفين إلى السماء في طلب الخير وظهرهما إلى السماء في رفع الشر، وسيأتي أدب الدعاء مستوفيا في كتاب الدعاء إن شاء الله.

نص خطبة في الاستسقاء
(٨) قحوط مصدر، أي احتباسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>