(٢) بسندين ضعيفين، ولكن يؤيده ما قبله والآية ﴿إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله﴾ والمسافر السائر وقت صلاتها لا تجب عليه باتفاق، أما النازل وقت صلاتها فالجمهور على عدم الوجوب أيضًا. لأنَّهُ مسافر لحديث الدارقطني والبيهقي: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة إلا امرأة أو مسافرا أو عبدا أو مريضًا وقد اختلف في جواز السفر يوم الجمعة من الفجر إلى الزوال، فعند المالكية والحنابلة مكروه، وعند الشافعية حرام، وعند الحنفية لا كراهة ولا حرمة لأن وقتها لم يحضر، وبعد الأذان الأول مكروه عندهم، وأما بعد الزوال فعند المالكية والشافعية والحنابلة حرام إلا لضروة فلا شيء، وهذا كله إذا لم يظن إدراكها في طريقه، وإلا فلا حرمة ولا كراهة.
تصلى الجمعة في المدن والقرى (٣) المدن. جمع مدينة، وهي البلد الكبير، وتسمى مصرا، وهي ما فيها حاكم شرعي وحاكم سياسي وسوق للبيع والشراء. والقرى: جمع قرية، وهي البلد الصغير مبنيا بحجر أو طين أو خشب أو غيرها. (٤) بضم فتشديد أي صليت، فأول جمعة أقيمت بعد التي أقيمت في المسجد النبوى هي التي أقيمت في مسجد عبد القيس: قبيلة كانوا ينزلون البحرين بقرب عمان، كغراب، في قرية تدعى جواثا، وجواثا بضم الجيم وتخفيف الواو وبالمثلثة المخففة: قرية من قرى البحرين كما قاله أبو داود، ومعلوم أن أهلها لا يصلون الجمعة في قريهم إلا بأمر النَّبِيّ ﷺ؛ لأن الصحابة كانوا لا يفعلون شيئًا من أنفسهم، ولو فعلوا محظورًا لنزل الوحي فيه، فثبت أن الجمعة أقيمت في مصر وهي مدينة النَّبِيّ ﷺ. وفي قرية وهي جواثا البحرين وهزم النبيت الآتية. وحديث عبد الرزاق الصحيح أنه كان يرى أهل المياه بين مكة والمدينة يجمعون، فلا يعيب عليهم، وقال الليث بن سعد: كل مدينة أو قرية فيها جماعة أمروا بالجمعة، فإن أهل مصر وسواحلها كانوا يجمعون على عهد عمر وعثمان بأمرها وفيهما جمع من الصحابة، فالجمعة تقام في كل مدينة وكل قرية. وعليه الشافعي وجماعة، وقال الحنفية: لا تقام إلا في المدن فقط لحديث: لا جمعة=