للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن من الشعر حكمة (١)

• عَنْ أُبِيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً (٢)»، رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاء أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ (٣) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا (٤)»، وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكَمًا.

• عَنْ برَيْدَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا، وَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ جَهْلًا، وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكَمًا، وَإِنَّ مِنَ الْقَوْلِ عِيَالًا (٥)».

قَالَ صَعْصَعةُ (٦): أَمَّا قَوْلُهُ إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا فَالرَّجُلُ يَكون عَلَيْهِ الْحَقُّ وَهُوَ أَبْيَنُ مِنْ صَاحِبِ الْحَقِّ (٧) فَيَسْحَرُ الْقَوْمَ بِبَيَانِهِ فَيَذْهَبُ بِالْحَقِّ، وَأَمَّا قَوْلهُ إِنَّ مِنَ الْعِلْمِ جَهْلًا فَالْعاَلِمُ يَتَكَلَّفُ إِلَى عِلْمِهِ مَا لَا يَعْلَمُ فَيُجَهِّلُهُ ذلِك (٨)، وَأَمَّا قَوْلهُ إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكَمًا فَهِيَ الْمَوْعِظَة وَالْأَمْثَالُ الَّتِي يَتَّعِظ بِهاَ النَّاسُ، وَأَمَّا قَوْلُهُ إِنَّ مِنَ الْقَوْلِ عِيَالًا فَعَرْضكَ حَدِيثَكَ عَلَى مَنْ لَيْسَ مِن شَأنِهِ أوْ لَا يُرِيدُهُ (٩)، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (١٠)، نَسْأَلُ اللَّهَ التَّوْفِيقَ آمِين.


إن من الشعر حكمة
(١) الحكمة هي القول الصادق المطابق للحق، وقيل القول الواقي من الجهل والسفه.
(٢) فبعض الشعر يكون حكمة كشعر في علم شرعي وكشعر في مواعظ وأمثال تنتفع به الناس، وهذا يطلب إنشاده وتعلمه.
(٣) حتى أعجب منه السامعون.
(٤) كأن معناه أن يبلغ في بيانه وفصاحته إذا مدح إنسانا صرف القلوب إليه حتى يصدق فيه، وإذا ذمه صرف القلوب إليه حتى يصدق فيه فكأنه سحر السامعين ببيانه.
(٥) عيالا بالكسر وروي عيلا بفتح فسكون.
(٦) هو ابن صوحان تابعي كبير وثقة فصيح.
(٧) أفصح منه.
(٨) أي قوله جهلا، وقيل هو أن يتعلم ما لا حاجة إليه كالنجوم وعلوم الأوائل ويدع ما يحتاج إليه في دينه.
(٩) قوله عيالا أو عيلا: فكلامك لمن لا يرغب فيه أو لمن لا شأن له به كخوضك في فنون العلم وضروب الأدب مع مزارع أو صانع كأنك لم تهتد لمن هو أهل لكلامك.
(١٠) بسندين صالحين.

<<  <  ج: ص:  >  >>