للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِيرٌ (١) قَالَ: هؤُلَاءِ أُمَّتُكَ (٢) وَهؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا قُدَّامَهُمْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا

عَذَابَ (٣) قُلْتُ: وَلَمِ؟ قَالَ: «كَانُوا لَا يَكْتَوُونَ وَلَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٤)» فَقَامَ إِلَيْهِ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقاَلَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ» ثمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ قَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ: «سَبَقَكَ بِاَ عُكَّاشَةُ (٥)»، رَوَاهُ الشَّيْخاَنِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

الأمة المحمدية أكثر أهل الجنة (٦)

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولَ اللَّهِ فِي قُبَّةٍ نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلًا فَقَالَ: «أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ»؟ قَالَ قُلْناَ: نَعَمْ فَقاَلَ: «أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَقُلّنَا: نَعَمْ فَقاَلَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا


(١) وفي رواية: فقيل لي انظر إلى الأفق الآخر فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي انظر إلى الأفق مثله.
(٢) وفي رواية أحمد: فرأيت أمتي قد ملأوا السهل والجبل فأعجبني كثرتهم فقيل "أرضيت يا محمد؟ " قلت: نعم يا رب.
(٣) وفي رواية: ومع هؤلاء سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب.
(٤) هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون أي أبدا أو بغير القرآن، ولا يتطيرون: لا يتشاءمون بالطيور وغيرها، وعلى ربهم يتوكلون، ولمسلم: يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير أي في الرقة والخوف والهيبة والتوكل على الله تعالى كحال كثير من السلف ولعلهم ممن يدخلون الجنة بغير حساب.
(٥) سبق هذا الحديث في خاتمة كتاب الطب، وسبق في الحساب للترمذي: وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا لا حساب عليهم ولا عذاب مع كل ألف سبعون ألفًا وثلاث حثيات من حثياته، ولأحمد والبيهقي مثله، عن جابر عن النبي قال: من زادت حسناته على سيئاته فذلك الذي يدخل الجنة بغير حساب ومن استوت حسناته وسيئاته فذلك الذي يحاسب حسابا يسيرا ومن أوبق نفسه فهو الذي يشفع فيه بعد أن يعذب. رواه الحاكم والبيهقي في الشعب. وهذا لا ينافي ما في الكتاب لاحتمال أن ما هنا نوع آخر ممن يدخلون الجنة بغير حساب أو أن زيادة الحسنات مشروطة بالتوكل الذي في حديث الكتاب والله أعلم.

الأمة المحمدية أكثر أهل الجنة
(٦) أكثر أهل الجنة أي نصف أهلها كما في حديث الشيخين أو ثلثاها كما في حديث الترمذي.

<<  <  ج: ص:  >  >>