(٢) ككتاب، وهو أبو ثقيف كان بالحرم، وسمع بالنقمة التي حلت بقومه، فبقي فيه تحفظ منها، فلما خرج نزلت به، قيل هذا الرجل من قوم صالح، وقيل من قوم لوط، فعن مجاهد أنه قيل له هل بقي من قوم لوط أحد قال: لا، إلا رجل بقي بالحرم أربعين يوما فجاءه حجره ليصيبه بالحرم، فقالت له ملائكة الحرم: ارجع من حيث جئت، فإن الرجل في حرم الله فرجع الحجر، فوقف خارجا من الحرم أربعين يوما بين السماء والأرض حتى قضى الرجل حاجته وخرج من الحرم إلى هذا المكان، فأصابه الحجر فقتله فدفن فيه. (٣) وعلامة ذلك أن معه قضيبا من ذهب كان يتوكأ عليه، وكان نحو نيف وعشرين رطلا فنبشوا القبر وأخذا القضيب، ففيه جواز نبش القبر للحاجة. (٤) بسند صالح والله أعلم.
الفصل السادس في سؤال القبر وعذابه (٥) سؤال القبر وعذابه ثابتان في السنة من الأحاديث الآتية، وفي القرآن أيضا من قوله تعالى: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ ومن قوله تعالى: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾. (٦) بعد دفنه ورد التراب عليه. (٧) بلفظ المجهول أي أتاه ملكان أسودان أزرقان، وهما المنكر والنكير؛ لأن خلقهما لا يشبه الملائكة ولا الإنس ولا غيرهما، ولكنهما يثبتان المؤمن ويبشرانه ويخوفان غيره ويعذبانه. (٨) جوابا على سؤالهما عن الله تعالى، وعن الرجل الذي بعث فيكم، وعن الدين الذي كان عليه في حياته، كما يأتي في الرقائق من كتاب الزهد. (٩) التثبيت في الدنيا على الإيمان حتى يموتوا عليه، وفي الآخرة عند سؤال القبر وفتنته، ولمسلم نزلت هذه الآية في عذاب القبر، فيقال له: من ربك، فيقول: ربي الله ونبي محمد ﷺ.