(٢) بسند ضعيف، ولكن يؤيده ما قبله، ومعناه أن الله تعالى يحب العبادة في عشر ذي الحجة أكثر من كل وقت، بل ثواب صوم اليوم الواحد منهن كثواب صوم سنة، وقيام الليلة فيها كقيام ليلة القدر، وهذا ترغيب عظيم وفضل الله أعظم. والله أعلم.
صيام عرفة لغير الحاج (٣) يوم عرفة هو تاسع ذي الحجة، وسمي بهذا لأن الحجاج يقفون فيه بعرفة؛ مكان معلوم في الحج. (٤) أحتسب على الله أي أرجوه ورجاؤه ﷺ محقق، فصوم يوم عرفة يكفر ذنوب السنة الماضية والسنة الآتية، إن وقعت فيها ذنوب تقع مغفورة والمراد الصغائر وإن لم تكن فيرجى التخفيف من الكبار وإلا رفع له به درجات. (٥) سببه أنهم كانوا بعرفة واختلفوا هل النبي ﷺ صائم أو لا؟ فأرسلت إليه ﷺ أم الفضل زوجة عمه العباس لبنًا فشربه وفي رواية: أرسلت إليه بقدح لبن وهو على بعيره بعرفة فشربه فعرفوا أنه مفطر لأنه في حج. وفي رواية لأبي داود والنسائي: نهى النبي - صلى الله عليه وسل -، عن صوم يوم عرفه بعرفة أي نهي استحباب لا نهي إيجاب. (٦) فلما سئل ابن عمر عن صوم عرفة لمن كان بها أجاب بأنه حج مع النبي ﷺ وخلفائه الراشدين فما رآهم صاموه في الحج فهو لا يصومه ولا يأمر به ولا ينهى عنه أي في الحج، وحاصل ما تقدم أن صوم يوم عرفة مستحب بل فضله عظيم لأنه يكفر ذنوب السنتين إلا لمن كان في الحج، فصومه غير مستحب لأنه يضعفه عن المطلوب في عرفة من كثرة الذكر والتلبية والدعاء والابتهال إلى الله تعالى، فضلا عن هذا فالحاج في سفر وليس من البر الصوم في السفر، والله أعلم.