للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عوامر البيوت تنذر ثلاثاً (١)

• عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: «اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ وَاقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالْأَبْتَرَ فَإِنَّهُمَا يَطْمِسَانِ الْبَصَرَ وَيُسْقِطَانِ الْحَبَلَ» فَبَيْنَا أَنَا أُطَارِدُ حَيَّةً لِأَقْتُلَهَا نَادَانِي أَبُو لُبَابَةَ: لَا تَقْتُلْهَا قُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَمَرَ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ قَالَ: إِنَّهُ نَهَى بَعْدَ ذلِكَ عَنْ ذَوَاتِ الْبُيُوتِ وَهِيَ الْعَوَامِرُ (٢).

وَفِي رِوَايَةٍ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَوْماً عِنْدَ هَدْمٍ لَهُ فَرَأَى وَبِيصَ جَانَ (٣) فَقَالَ: اتَّبِعُوا هذَا فَاقْتُلُوهُ قَالَ أَبُو لُبَابَةَ: إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ نَهَى عَنْ قَتْلِ الْجِنَّانِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ إِلا الْأَبْتَرَ وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ فَإِنَّهُمَا اللَّذَانِ يَخْطِفَانِ الْبَصَرَ وَيَتّبِعَانِ مَا فِي بُطُونِ النِّسَاءِ. وَفِي رِوَايَةٍ: «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ قَدْ أَسْلَموا فَمَنْ رَأَى شَيْئاً مِنْ هذِهِ الْعَوَامِرِ فَلْيُؤْذِنْهُ ثَلَاثاً فَإِنْ بَدَا بَعْدُ فَلْيَقْتُلْهُ فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ» (٤). وَفِي رِوَايَةٍ: «إِنَّ لِهذِهِ الْبُيُوتِ عَوَامِرَ فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئاً مِنْهَا فَحَرِّجُوا عَلَيْهَا ثَلَاثاً فَإِنْ ذَهَبَ وَإِلا فَاقْتُلُوهُ فَإِنَّهُ كَافِرٌ» (٥). رَوَاهَا الْأَرْبَعَةُ.

• عَنْ أَبِي لَيْلَى أَنَّ النَّبِيَّ سُئِلَ عَنْ حَيَّاتِ الْبُيُوتِ فَقَالَ:


عوامر البيوت تنذر ثلاثًا
(١) عوامر البيوت هي الحيات التي تظهر في المساكن فلا تقتل إلا إذا ظهرت بعد إنذارها ثلاث مرات.
(٢) الطفيتان تثنية طفية وهي خط أسود كالخوصة يكون في ظهر الحية. والأبتر قصير الذنب كمقطوعه، وهذان أخبث الحيات لأنهما يطمسان البصر أي يضرانه بمجرد النظر إليهما لخاصة السمية فيهما أو يقصدان البصر باللسع والنهش وكذا يسقطان الحَبَل بمجرد النظر إليهما أو من الخوف الناشئ عنهما.
(٣) أي لمعانه؛ أي رأي جانا.
(٤) قوله إن بالمدينة أي بمدينة الرسول نفرا من الجن أي جماعة منهم أسلموا ولذا خص مالك الإنذار بالمدينة صلى الله على ساكنها وسلم ولكن العموم أولى، فإن الجن تسكن كل بلد وقرية، فمن رأى من هذه العوامر شيئًا فليؤذنه ثلاثا بالعهد الآتي، فربما كان من مسلمي الجن، فإن ظهر بعد هذا فليقتله فإنما هو شيطان أي كالشيطان أو جني كافر.
(٥) قوله فحرجوا عليها أي أنذروها بالعهد الآتي ثلاثا فإنها لا تظهر بعد ذلك إن كانت من العوامر.

<<  <  ج: ص:  >  >>